المُكَرَّمُ لَجْنَةُ الْمُسَابَقَةُ
فَضِيْلَةُ رَئِيْسِ الجَلْسَةِ وَ الْمُشَارِكِيْنَ الْمُسَابَقَةِ
يَقُوْلُ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ : لاَ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ حَتىَّ تُؤْمِنُوْا وَلاَ تُؤْمِنُوْا حَتَّى تَحَابُّوْا ، أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلىَ شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُْواهُ لَحَابَبْتُمْ ؟ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذبالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له . أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله،
ياأيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون
ياأيها الذين أمنوا اتقوا الله وَقُوْلُوْا قَوْلاً سدِيْدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوْبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُوْلَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيْمًا.
أما بعد : فإن أصدقَ الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثتها فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
أَيُّهَا الْفُضَلاَءَ ، رَحِمَ كم الله....
يَسُرُّنِيْ فِيْ هَذَا الْمَوْقِفِ لِأُلْقِيَ لَكُمْ قصة مهما ، أَلَا وَهُوَ " ذَبْحُ إِسْمَاعِيْلَ"
فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قاَلَ يَا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ
يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ، فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى
فَأَجَابَهُ إِسْمَاعِيْلُ مُعْلِنَا الطَّاعَةَ قَائِلاً:
قالَ: يا أَبَتِ امْضِ لِمَا أَمَرَكَ اللّهُ مِنْ ذَبحِيْ، وَافْعَلْ مَا أُوْحِيَ إِلَيْكَ، سَأَصْبِرُ عَلَى الْقَضَاءِ الْإِلَهِيْ، وَأَحْتَسِبْ ذَلِكَ عِنْدَ اللّهِ .
فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ أَي فَلَمَّا اِسْتَسْلَمَا وَاِنْقَادَا لِأَمْرِ اللّهِ وَأَطَاعَاهُ، وَفَوَّضَا أَمْرَهُمَا إِلَى اللّهْ.
فَنُوْدِيَ مِنْ خَلْفِهِ: أَنْ يَا إِبْراهِيمْ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا. فَالْتَفَتْ إِبْرَاهِيْمُ، فَإِذَا بِكَبْشٍ أَبْيَضْ أَقْرَنُ أَعْيُنْ، قَدْ حَصَلَ الْمَقْصُوْد مِنْ رُؤْيَاكَ، وَتُحَقِّقَ الْمَطْلُوْبَ وَصِرْتَ مُصَدِّقًا بِمُجَرَّدِ الْعَزْمِ، وَإِنْ لَمْ تَذْبَحْ، وَأَتَيْتُ بِمَا أَمْكَنَكَ.
أَيُهَا الْمُسْلِمُوْنَ رحمكم الله.....
نَعْرِفُ مِنْ هَذِهِ الْقِصَّةِ أَنَّ اللهَ قَدْ عَدَدَ نِعَمِهِ عَلَى إِبْرَاهِيْم وَهِيَ:
إِنَ اللهَ يُجْزِيْ إِبْرَاهِيْمَ بِالْعَفْوِ عَنِ الذَّبْحِ.
وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ أَيْ بِتَقْدِيْمِ كَبْشٍ عَظِيْمِ الْقَدْرِ.
فَمِنْ فِقْهِ الْحَيَاةِ أَوِ الْأَحْكَامِ أَيْضًا:
1- أَنَّ الرُّؤْيَا الأَنْبِيَاءَ رُؤْيَةُ الصَّادِقَةْ
2- اِحْتَجَّ أَهْلُ السُنَّةِ عَلَى أَنَّ اللّهَ تعالى قَدْ يَأْمُرُ بِمَا لاَ يُرِيْدُ وُقُوْعِهِ، فَإِنَّهُ أَمَرَ بِالذَبْحِ، وَمَا أَرَادَ وُقُوْعِهِ.
3- جَوَازُ نَسْخِ الْحُكْمِ قَبْلَ وُجُوْدِ زَمَنِ الاِمْتِثَالِ.
4- عَدَدَ اللّهُ تعالى بِمُنَاسَبَةِ هَذِهِ الْقِصَّةْ عَلَى إِبْرَاهِيْمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ- يُجْزِيْهِمْ بِالْخَلَّاصِ مِنَ الشَدَائِدِ فِيْ الدُّنْيَا وَالآخِرَةْ، وَالْفِدَاءُ الْعَظِيْمِ بِالْكَبْشِ، وَالثَّنَاءِ الْحَسَنْ بَيْنَ الْأُمَمِ وَالسَّلاَمُ مِنَ اللّهْ، وَبَشَارَتْهُ بِوَلَدٍ آخَرْ، وَجَعَلَ أَكْثَرَ الأَنْبِيَاءِ مِنْ بَنِيْ إِسْرَائِيْلَ وَغَيْرِهِمْ مِنْ ذُرِّيَتِهِ وَذُرِيَةِ إِسْحَاقَ وَإِِسْمَاعِيْلْ.
5- اَلْفِدَاءُ بِالْكَبْشِ دَلِيْلٌ عَلىَ أَنَّ الْأُضْحِيَةَ بِالْغَنَمِ أَفْضَلْ مِنَ الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ.
وَالْأَخِيْر نَسْأَلُ اللهَ جَلَّ جَلاَ لُهْ أَنْ يُصْلِحَ أَحْوَالَنَا وَالْمُسْلِمِيْن، هذا وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وَأَخِيْرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
Tidak ada komentar:
Posting Komentar